تتحدّد خلال فترة الطفولة شخصية الفرد وتتضح هويته، لذا يلجأ التربويون إلى أساليب حديثة لإشباع احتياجات الطفل وتشكيل هويته، وذلك من خلال مصادر عدّة لعل أهمّها الأسرة والمسجد والمدرسة ووسائل الإعلام المختلفة...
«سيدتي» اطلعت من الاختصاصية في دراسات الطفولة والمدربة المعتمدة من «المركز السويدي للإستشارات وتنمية وتطوير الذات» في مركز «الإرتقاء العالمي» أمل محمد بنونة عن كيفية محافظة الأم على هوية طفلها وتعزيزها.
تشكّل الهوية أسلوب حياة الفرد وسماته التي تميزه عن غيره، وبالتالي تنعكس على مجتمعه. فهي تشمل القيم الروحية والفكرية والعادات والتقاليد والاتجاهات والمنجزات الفكرية والفنية وكل ما يتميز به أي مجتمع من خلال تعاقب الأجيال.
وتلعب الأم دوراً هامّاً في تشكيل هوية طفلها، وذلك من خلال دفعه إلى المشاركة في الاحتفالات الوطنية والتراثية، وأن توجز له ولو بصورة بسيطة وسلسة تاريخ بلاده.
ومعلوم أن هوية الطفل تختلف باختلاف المجتمعات تبعاً للثقافة العامة للمجتمع وما يتبعها من وسائل التواصل والاتصال الثقافي للطفل، فإذا كان المجتمع يولي أهمية كبيرة لقيمه وتراثه وثقافته فإن ذلك سينعكس حتماً في هوية الطفل.
اللغة ركن مهم
وبالمقابل، تشكّل اللغة أحد أهم أركان هذه الهوية، ومن الضروري أن تعمل الأم على تنمية لغته الأم.وقد أثبتت الدراسات أن هناك سلبيات تشكل عائقاً في الإبداع اللغوي عند الطفل الثنائي اللغة، علماً أن الخادمة الأجنبية تؤثّر سلباً في هذا المجال وتساهم في ابتعاد الطفل وتخلّيه عن هويته العربية.
وقد حذّر التربويون من مخاطر تعليم اللغة الأجنبية للأطفال في سن مبكرة وخصوصاً خلال السنوات الأولى من عمره.
وللأسرة دور بارز في تربية الأبناء وتشكيل هويتهم منذ الصغر، علماً أن الخلافات الأسرية وانتشار ظاهرة تجاهل الأمهات للأبناء واعتمادهن الكامل على الخادمات يضيع لغة الحوار والتخاطب بين الأهل والأبناء فينشأ الطفل في جوّ من الرعاية حصراً، مع انعدام التربية الواعية.
نقاط مفيدة
لا بد أن تتبع الأم الخطوات التالية للحفاظ على هوية طفلها:
< أغرزي مبادئ الدين الإسلامي والاعتزاز بتاريخنا في نفس طفلك.
< الإعتزاز بلغتنا العربية، وتشجيع الطفل على التحدث باللغة الفصحى المبسّطة.
< أشبعي حاجات طفلك وفق خصائص نموه.
< أصغي جيداً إلى طفلك.
< شجّعي طفلك دوماً على الإبتكار والإبداع.
< أصقلي شخصية طفلك، من خلال اللعب