شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجمات جديدة أمس علي قطاع غزة بعد يوم من مجزرة السبت الأسود التي حصدت أرواح أكثر من 60 شهيدا فلسطينيا في واحد من أكثر الأيام دموية في غزة منذ سنوات.
سقط سبعة شهداء جدد أمس في شمال قطاع غزة وسط استمرار الهجمات الجوية والبرية التي تقول اسرائيل ان الهدف منها هو منع الناشطين الفلسطينيين من إطلاق صواريخ علي البلدان الإسرائيلية.
تعهدت إسرائيل بمواصلة هجومها علي غزة الذي أسفر عن استشهاد مائة فلسطيني منذ يوم الأربعاء الماضي وهدد بدفن عملية السلام في الشرق الأوسط التي استؤنفت في الأونة الأخيرة كما بلغ عدد الجرحي حوالي مائتين بينهم اعداد كبيرة في حالة خطيرة.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمريت في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة.. انه يجب ان يكون واضحا ان اسرائيل لا تنوي وقف القتال ولو للحظة واحدة ضد ما اسماه بالمنظمات الارهابية.. مضيفا انها ستواصل ضرب المسلحين.
ورفض أولمرت الانتقادات القائلة إن اسرائيل تستخدم القوة المفرطة في قطاع غزة الذي يكتظ بالسكان.. وقال ان اسرائيل تحمي مواطنيها في جنوب اسرائيل وان شيئا لن يمنعها من هذا الواجب.
من جهته.. أكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان اسرائيل ستواصل قصف مواقع الناشطين الفلسطينيين في جميع انحاء غزة رغم تحذيرات من ان العنف الذي أودي أيضا بحياة جنديين إسرائيليين يعرض مفاوضات السلام للخطر بعد استئنافها قبل ثلاثة أشهر في أعقاب توقف دام سبع سنوات.
قال باراك لراديو اسرائيل ان العمليات البرية والجوية ستتواصل وان اسرائيل ستستمر في مهاجمة المنشآت وأماكن تخزين السلاح والبنية التحتية لحركة حماس.
وقال ان حماس ستدفع ثمن أفعالها في قطاع غزة وانها تتحمل المسئولية عن تفاقم الوضع بسبب الصواريخ التي تطلقها علي اسرائيل. وأكد ان الهدف من العملية الحالية هو وضع نهاية لإطلاق الصواريخ من غزة وانه لن يتحقق خلال اليومين القادمين.. وأشار الي انه يتعين علي اسرائيل ان تعد نفسها لتصاعد الوضع.
ورفض باراك القول ما إذا كان زعماء حماس السياسيين هدفا للضربات الإسرائيلية. وقال انه لا ينوي اعطاء معلومات مخابرات لحماس بتحديد ما ستهاجمه اسرائيل ومن ستقتله. وقال باراك ان السلطة الفلسطينية مسئولة عن فقدان السيطرة علي قطاع غزة وذلك هو مصدر تعثر المفاوضات السياسية.
وقصفت طائرات حربية اسرائيلية أمس مكاتب رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية في غزة مما أدي الي تدمير المكاتب الخالية وإصابة عدة اشخاص في مبان مجاورة. ولم ترد أي تفاصيل أخري.
وفي مدينة الخليل بالضفة الغربية استشهد صبي فلسطيني يبلغ من العمر 13 عاما في اشتباكات مع جنود اسرائيليين خلال احتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة. ذكرت مصادر طبية ان الشهيد يدعي محمود المسلمي وانه سقط بنيران القوات الاسرائيلية المحتلة.. أوضح مسعفون ان 15 شخصا علي الأقل اصيبوا بأعيرة مطاطية في اشتباكات بمدينة الخليل.
وأكد نبيل أبوردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان الرئيس أوقف رسميا جميع الاتصالات مع اسرائيل احتجاجا علي الهجوم علي قطاع غزة.
قال أبوردينة.. انه تم تعليق جميع المفاوضات والاتصالات علي كافة المستويات.. مشيرا الي ان هذه الاتصالات ليس لها أي معني في ظل الاعتداءات الاسرائيلية.
وأضاف ان الحكومة الاسرائيلية قررت شن حرب جائرة ومذبحة علنية ضد الشعب الفلسطيني وانها تتحمل المسئولية وحدها عن اعاقة عملية السلام وجميع عواقب هذا القرار.
من جهة أخري.. قال خالد راضي المتحدث باسم وزارة الصحة بالحكومة المقالة في غزة.. ان الوضع الصحي لمستشفيات القطاع ينذر بكارثة صحية بسبب العجز الكبير الذي تعانيه معظم المستشفيات التي لم تعد قادرة علي تقديم الخدمات الطبية جراء النقص الهائل في الأدوية والمستلزمات الطبية.
أضاف راضي ان الوضع الصحي بالقطاع يمر بحالة استهداف واستنزاف مباشر من قبل الاحتلال الاسرائيلي تزامنا مع الحصار المفروض علي غزة والذي يمنع دخول كافة الاحتياجات الطبية من أدوية وقطع غيار الي جانب الوقود اللازم لتشغيل مولدات المستشفيات. وأوضح ان المستشفيات بشمال غزة امتلأت عن بكرة أبيها بالمصابين