بوش يحرض ضد إيران

وصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلي العراق أمس في زيارة لمدة يومين علي رأس وفد كبير. في أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني للعراق منذ عام .1979
استقبل الرئيس العراقي جلال طالباني نظيره الإيراني والوفد المرافق له الذي ضم وزراء الشئون الخارجية والطاقة والمالية والطرق والمواصلات في مطار بغداد بالمنطقة الخضراء. والتي شهدت زيادة في الإجراءات الأمنية وإغلاق كافة الطرق المؤدية لمطار العاصمة. تأتي زيارة نجاد إلي بغداد في وسط ظروف دقيقة ومعقدة تعيشها المنطقة وفي ظل تهديدات عسكرية بالغة الخطورة.. يتوقع أن يهيمن علي الزيارة عدة ملفات أهمها الحدود والأمن وتدفق الأسلحة الإيرانية علي الجماعات المسلحة.. وإذا كان ملف اتهام طهران بسرقة النفط من المناطق الحدودية فإن ملف استشراء المخدرات المهربة من إيران إلي جنوبي العراق أكثر خطورة من تدفق العناصر الإرهابية لمحاربة الوجود الأمريكي.. تملك إيران الكثير من مفاتيح الاستقرار بالعراق علي حد تعبير مصادر الإعلام العراقية. كما تحتاج طهران إلي موقف داعم من العراق بعد حصارها بقرارات حظر علي مستويات الاقتصاد والسياسة والتسليح من قبل المجتمع الدولي. واستقرار الوضع في العراق سيعود بالفائدة علي إيران التي تصدر سنوياً بضائع بمليارات الدولارات للسوق العراقية.
قال الرئيس العراقي جلال طالباني في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني ببغداد إن بلاده تحاول طرد جماعة إيرانية معارضة من علي أراضيها وهو مطلب أساسي لطهران.
أضاف طالباني إن تواجد هؤلاء الإرهابيين بالعراق أمر يمنعه الدستور العراقي وأن حكومته تعمل جاهدة علي التخلص من جماعة مجاهدي خلق المسلحة والمعارضة للنظام الإيراني.. كما وصف الرئيس العراقي زيارة أحمدي نجاد بأنها زيارة تاريخية ستؤدي إلي نتائج إيجابية وأن المباحثات الأولية تدل إلي ذلك. مشيراً إلي أنه لم يتم التطرق إلي اتفاقية الجزائر.
يذكر أن اتفاقية الجزائر تم توقيعها في عام 1975 بين إيران والعراق لاقتسام مياه شط العرب. إلا أن طالباني طالب أواخر العام الماضي بإجراء تعديلات جوهرية في الاتفاقية قائلاً: إن الاتفاقية ملغاة من قبل قوي المعارضة العراقية سابقاً وهي القوي نفسها التي تحكم العراق الآن. ووصف الاتفاقية بأنها كانت اتفاقاً بين صدام حسين وشاه إيران. وليست بين العراق وإيران.
من جانبه قال نجاد إن الزيارة تعد صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين واصفاً مباحثاته مع الرئيس العراقي جلال طالباني بأنها جيدة وإيجابية للغاية وجرت في أجواء من الود والإخاء.
أكد نجاد أنه هناك اتفاق في وجهات النظر في مختلف المجالات ونحن عازمون علي تطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية وأن زيارة العراق بدون الديكتاتور "الرئيس العراقي الراحل صدام حسين" هي زيارة سعيدة.. علي صعيد الزيارة أعلن علي حيدري الخبير الاقتصادي بالسفارة الإيرانية ببغداد أمس أن الوزراء من الجانبين سيوقعون علي عشرات مذكرات تفاهم خلال الزيارة..وقال عادل عبدالمهدي نائب الرئيس العراقي إن زيارة نجاد التي جاءت بدعوة من الحكومة العراقية ستسهم في حل نزاعات قديمة بين البلدين من بينها ترسيم الحدود.. علي صعيد ردود الأفعال الدولية. عقد الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس مؤتمراً صحفياً في مزرعته بتكساس قال فيه إن الحكومة العراقية يجب أن توجه رسالة واضحة للإيرانيين بالتوقف عن إرسال المعدات المتطورة التي تقتل العراقيين. وإن العراق تتفاوض علي وجود أمني طويل مع الولايات المتحدة.
أضاف بوش ان الرسالة التي يود أن يوجهها لنظيره الإيراني هي "أوقف تصدير الإرهاب" وتعهد بأن تواصل بلاده جهودها لعزل إيران حتي تتخلي عن طموحاتها النووية.. من جانبه قال نجاد إن التوتر وعدم الاستقرار في العراق هي مؤامرة حاكتها القوي التي تحتل هذا البلد. مضيفاً انه من المضحك أن يتهمنا من قام بنشر 160 ألف جندي في العراق بالتدخل في هذا البلد.
تزامن وصول الرئيس الإيراني للعراق مع قيام الأدميرال مايك مولين رئيس هيئة الأركان الأمريكي بزيارة بغداد للقاء القادة والمسئولين العراقيين يعد مولين أرفع مسئول عسكري بالولايات المتحدة بعد الرئيس الأمريكي. ويرأس لجنة مكونة من قادة الأفرع الأربعة بجيش الولايات المتحدة والتي توجه النصح للقائد الأعلي للقوات الأمريكية وهو الرئيس بوش.
علي صعيد الوضع الأمني اعتقلت الشرطة العراقية أمس فلسطينياً يرتدي حزاماً ناسفاً بهدف تفجير نفسه في إحدي مناطق بلدة المسيب التابعة لمدينة الحلة جنوبي بغداد.. أعلنت مصادر أمنية أن قوات الشرطة العراقية تمكنت من اعتقال مواطن فلسطيني يدعي صلاح أبوراس والذي يحمل هوية تفيد بأنه ضابط في منظمة التحرير الفلسطينية في بلدة المسيب وهو يتجول راجلاً بغرض تفجير نفسه في المنطقة.
في محافظة ديالي قتل خمسة مدنيين وأصيب أربعة آخرون في انفجار عبوة ناسفة بعربة أجرة في محافظة ديالي. وقتل رجل شرطة في انفجار عبوة ناسفة أثناء قيامه بدورية جنوبي بعقوبة