تدهور أمني في منطقة أبيي

لقي أكثر من 45 شخصا وأصيب نحو ستين آخرين بعد أن دخلت الاشتباكات بين قبيلة المسيرية وقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان في مواجهات هي الأعنف من نوعها في منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال وجنوب السودان. ذكرت مصادر في قبيلة المسيرية أن عدداً من أبنائها هاجموا إحدي معسكرات الجيش الشعبي وتم حرقه بالكامل وإبادة من فيه.
وأشارت إلي أن الهجوم جاء رداً علي ما قامت به قوات الجيش الشعبي قبل ثلاثة أيام ومداهمتها لإحدي قري المسيرية في هجوم أسفر عن مقتل شخص واحد وجرح آخر.. وفي السياق قالت الأمم المتحدة إن الأوضاع في منطقة ابيي تشهد تدهورا مستمرا علي مستوي الخدمات الإنسانية والطبية بعد أحداث العنف المتكررة بالمنطقة. قال بوروسي صديقي نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة بالمنطقة إن هناك شحا في المواد الغذائية والتموينية في ظل استمرار إغلاق الطرق المؤدية إلي ابيي. وحذر من تجاهل الوضع الإنساني مؤكدا أن منظمة اليونيسيف التي تدير المستشفي الوحيد بالمنطقة قامت بإجلاء نصف موظفيها بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وأشار إلي أن ذلك سيؤثر بشكل سلبي علي الخدمات الطبية.. يأتي ذلك وسط تأكيدات من مصادر في الحركة الشعبية بقرب انفراج أزمة ابيي في غضون الأسابيع القادمة حيث تسلمت أمس مقترحاً جديداً من حزب المؤتمر الوطني حول المشكلة. لم تكشف المصادرعن تفاصيل المقترح وقالت إن الطرفين بدأ يتفهمان أن الحل في الحوار والسلم وليس بالتصعيد واستبعد في الوقت نفسه اللجوء لأمريكا أو شركاء الايجاد للتوسط في حل أزمة ابيي.. من ناحية أخري أكدت حركة تحرير السودان المتمردة في دارفور أمس أنها قتلت 135 جنديا حكوميا واستولت علي 28 سيارة عندما هاجمت قافلة للقوات الحكومية عند منطقة منواشي شمالي مدينة نيالا. أشارت الحركة إلي أنها خسرت ثلاثة من جنودها في الهجوم قبل أن تطالب القوات الدولية المشتركة بالتدخل لوقف ما أسمته باستفزاز القوات الحكومية لمقاتليها في المناطق المحررة.. من جانبه نفي مكتب المتحدث باسم الجيش السوداني أن يكون الاشتباك قد وقع مع قافلة تابعة للقوات المسلحة وأوضح أن مسلحين هاجموا قافلة تجارية تحرسها الشرطة الاحتياطية في المنطقة مما أسفر عن مقتل ستة من الشرطة بينهم ضابط برتبة ملازم وجرح ستة آخرين.. علي صعيد آخر رحبت الخارجية السودانية أمس باعتزام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي القيام بتسهيل وساطة بين الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره التشادي إدريس دبييِ لتسوية الخلافات بين البلدين.
أوضح السفير علي الصادق المتحدث باسم الخارجية السودانية أن موقف السودان واضح تجاه تشاد ولا يريد تصعيد الأزمة مؤكدا أن تعاون السودان وتشاد ينعكس ايجابيا علي الأوضاع في المنطقة.
ويشارك السودان في أعمال قمة المؤتمر الإسلامي في دورتها الحادية عشرة والتي ستعقد بالعاصمة السنغالية أكرا يومي 13 و 14 مارس الحالي وذلك بوفد يرأسه الرئيس السوداني عمر البشير. من المقرر أن السودان يتقدم البشير بمشروع حول مؤتمر المانحين من الدول الإسلامية لدعم دارفور في إطار الجهد الإسلامي لاعمار ما دمرته الحرب وإيواء النازحين واقامة مشاريع تتعلق بالبنية التحتية. كما سيلتقي البشير علي هامش القمة بعدد من زعماء الدول الإسلامية ويطلعهم علي آخر تطورات الأوضاع في الاقليم وجهود بلاده لحل هذه المشكلة وتفعيل الحوار السياسي مع رافضي ابوجا.
وفي الفاشر استنكرت القيادات السياسية والتنفيذية والأهلية والأحزاب السياسية بولاية شمال دارفور اعلان حركة تحرير السودان المتمردة بقيادة عبدالواحد محمد نور عن افتتاح مكتب باسم حركته في إسرائيل. عبر عثمان يوسف كير واإلي الولاية عن شجبه واستنكاره لهذه الخطوة مؤكدا أن دارفور جزء لا يتجزأ من ارض السودان. وصف كير قرار نور أنه خطوة معبرة عن حالة الإفلاس السياسي والمنطقي والتناقض في المواقف والأفعال