القوات الإسرائيلية تنسحب من غزة..وتنذر "حماس"

انسحبت القوات البرية الإسرائيلية أمس من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة بعد أيام من القتال خلفت أكثر من 116 قتيلا فلسطينيا إلي جانب أكثر من 300 جريح.
ذكر مراسل "بي.بي.سي" في غزة أن كل القوات والدبابات عبرت إلي داخل إسرائيل بعد منتصف ليلة أول أمس.. فيما أعلنت "حماس" مقتل خمسة من مقاتليها خلال الليل في الغارات الإسرائيلية المتواصلة.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد ذكر في وقت سابق أن العملية العسكرية الموسعة في غزة تتقلص وأن معظم القوات الإسرائيلية عادت بالفعل إلي إسرائيل.
وذكر مراسل فضائية "الجزيرة" في غزة أن قوات الاحتلال سحبت الدبابات والآليات العسكرية من المناطق التي توغلت فيها بحي الفتاح شرق غزة وبلدة جباليا باتجاه المناطق الحدودية.
أشار المراسل إلي أن المئات من الفلسطينيين اندفعوا باتجاه المناطق التي انسحب منها الاحتلال في حين هرعت سيارات الاسعاف لمسح الشريط الحدودي.
وذكر شهود العيان أن الدبابات خلفت دمارا كبيرا طال منازل وبنية تحتية بما في ذلك الشوارع.
وأفادت الأنباء أن الفصائل الفلسطينية أطلقت صاروخين باتجاه القوات الإسرائيلية المنسحبة.
كما أطلقت صاروخا سقط في مدينة عسقلان اسفر عن إصابة امرأة وفقا لما ذكرته الشرطة الإسرائيلية.
في تطور لاحق ذكر راديو إسرائيل صباح أمس أن قذيفتين صاروخيتين أطلقهما نشطاء فلسطينيون علي بلد سديروت جنوب إسرائيل صباح أمس بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال غزة.
ولم يتضح ما إذا كانت القذيفتان قد أحدثتا أضرارا أو إصابات من عدمه.
وأفادت الأنباء أن ثلاثة من رجال المقاومة الفلسطينية استشهدوا وجرح 4 آخرون خلال الغارات الليلية الإسرائيلية علي مناطق متفرقة من غزة قبل ساعات من الانسحاب.
وذكر شهود العيان أن الطيران الإسرائيلي قصف مقر نواب حركة حماس في غزة مساء أول أمس مما أدي إلي تدمير كبير في المبني وإحداث أضرار في عدد من المنازل المجاورة.
وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن ثلاثة مقاتلين تابعين لحماس أصيبوا بطلقات دبابة إسرائيلية خلال الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
أشارت المصادر إلي أن إجمالي الشهداء الفلسطينيين بلغ 116 شهيدا بينهم 22 طفلا خلال العدوان الوحشي الذي استمر خمسة أيام.
وأفادت الأنباء أن العملية العسكرية الإسرائيلية اسفرت أيضا عن مقتل مدني إسرائيلي في قصف صاروخي فلسطيني إلي جانب مقتل جنديين إسرائيليين.. واعتقال 80 فلسطينيا من شمال غزة.
حماس: انتصرنا!
وعقب إعلان إسرائيل الانسحاب أعلن المتحدث باسم حركة "حماس" أن "العدو" دحر بعد خمسة أيام من العملية العسكرية علي غزة.. واصفة الانسحاب بأنه انتصار للمقاومة الفلسطينية.. ويؤكد فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه.
وأعلنت " كتائب القسام"- الجناح العسكري لحماس- أنها قامت منذ فجر السبت الماضي بقصف أهداف إسرائيلية ب73 صاروخ قسام بينها 28 صاروخا باتجاه سديروت إضافة إلي 470 قذيفة هاون و12 قذيفة آر.بي.جي علي مواقع قوات الاحتلال في غزة.
وفي غزة نددت رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني أمس بقصف مكتب نواب "كتلة التغيير والإصلاح" التابعة لحركة حماس في خان يونس.
ذكر أحمد البحر رئيس المجلس التشريعي بالإنابة في بيان أصدره أن الهجوم الإسرائيلي الجديد يعد امتدادا للجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.. واصفا الانسحاب الإسرائيلي أمس بأنه انتصار للمقاومة الفلسطينية.
وكان مسئول إسرائيلي رفيع المستوي قد ذكر أمس أن ما جري في غزة كان عملية محدودة للغاية أرادت بها إسرائيل أن تظهر لحماس ما يمكن أن تفعله من جانبها.
وأوضح أنه إذا اكتفت "حماس" بما جري وأوقفت إطلاق الصواريخ فسوف نشهد فترة من التهدئة.. لكن إذا واصلوا مسلكهم في إطلاق الصواريخ فسوف تكون هناك عمليات أكثر بكثير مما جري وأسوأ منه.. مؤكدا أن النزاع دخل مرحلة التهدئة لفاصل زمني مدته يومان وهي الفترة التي ستستغرقها زيارة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية لإسرائيل.
من جانبه أعلن حاييم رامون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن أهداف العملية الإسرائيلية هو ضرب هؤلاء الذين يطلقون الصواريخ تجاه المراكز التي يقطنها المدنيون الإسرائيليون.
وأعرب رامون عن أسفه لوقوع ضحايا من المدنيين في غزة.. مدعيا بأن حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة الأخري داخل غزة مسئولة عن مقتل هؤلاء.
ومن المتوقع أن يبحث وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خلال ساعات النواحي القانونية لإطلاق النار بصورة مكثفة ومباشرة باتجاه الأحياء السكنية في غزة.
وذكر راديو إسرائيل نقلا عن النائب الأول لرئيس الوزراء حاييم رامون أن قصف مصادر إطلاق القذائف الصاروخية في غزة يعد دفاعا عن النفس بمعناه التقليدي مدعيا أن مثل هذا الإجراء يتماشي مع القانون الدولي.
من جانبه أوضح الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريجيف أمس أن المشكلات ينبغي حلها عن طريق المفاوضات.. مشيرا إلي أن إسرائيل تظل ملتزمة بهدف التوصل إلي اتفاق تاريخي مع الفلسطينيين قبل نهاية العام الحالي.
وأوضح أن قرار الجانب الفلسطيني الانسحاب من المباحثات أول أمس يبعث علي الأسي مؤكدا أنه لا يمكن حل أي مشكلة بوقف المباحثات بل العكس يكمن الحل في الانخراط في المباحثات.
صور مأساوية
ويتناقل سكان غزة قصصا مروعة عن المجازر التي شهدها القطاع خلال العدوان الإسرائيلي.
ومن أبرز المآسي ما جري للفتاة جاكلين محمد أبوشباك "16 عاما" التي شاهدت أخاها أياد "14 عاما" يسقط أرضا بقذيفة مدفعية إسرائيلية.. وعندما هرعت لإنقاذه أطلق قناص إسرائيلي النار عليها.. فسقطت شهيدة بجانب شقيقها الشهيد علي مدخل منزلهما.
وهناك مأساة بسام عبيد "45 عاما" الذي كان يهم لمغادرة المنزل برفقة نجله محمود "15 عاما" فأصابتهما قذيفة مدفعية.. وعندما سارع نجله الثاني لإنقاذهما كان نصيبه رصاصة أصابته في الرأس فتم نقله إلي غرفة العناية المركزة في حالة حرجة.
مأساة أخري تعرضت لها الأختان سماح عسلية "17 عاما" وسلوي عسلية "23 عاما" حيث تحول نصفهما العلوي إلي أجزاء متفحمة وتناثر بقية جسديهما بعد إصابتهما بقذيفة إسرائيلية.
كما تعرض العشرات من الضحايا لمآس أخري أبرزها هو أحد الذين دفنوا أحياء تحت منازلهم المدمرة.. والمصابون الذين ماتوا بعد ساعات من النزيف لعدم قدرة سيارات الاسعاف علي إنقاذهم.
وذكر شهود العيان أن معظم الشهداء والجرحي من المدنيين والأطفال الذين استهدفتهم القذائف المدفعية وهم في داخل منازلهم مشيرين إلي أن هذه القذائف مسمارية وانشطارية وتحتوي علي مواد كيماوية حارقة.
أوضحت مصادر طبية أن 6 شهداء نزفوا حتي الموت عندما عجزت الأطقم الطبية عن الاقتراب منهم بفعل كثافة النيران.
مقتل فلسطيني في رام الله
وفي رام الله لقي صبي فلسطيني مصرعه بعد أن أطلق أحد المستوطنين النار عليه.
الضحية اسمية محمد صلاح وعمره 15 عاما.. قتل عندما قام مستوطن بإطلاق الرصاص علي رأسه عندما قام ومجموعة من الصبية بإلقاء الأحجار علي سيارات المستوطنين