north queen مراقبة عامة
عدد الرسائل : 764 العمل : طالبة جامعية الدولة : sms :
تاريخ التسجيل : 07/01/2008
| موضوع: التدين الشكلي يجتاح العالم السبت مارس 15, 2008 7:03 pm | |
| التدين الشكلي يجتاح العالم التعصب يعود إلي الغرب والتسامح السمة الغالبة في مصر
|
| فرق كبير بين التدين والتطرف والتعصب.. التدين هو التطبيق العملي للدين ومدي التزام الناس بمبادئه ووصاياه.. وغالبا ما يحدث خلط بين الدين والتدين مما يؤدي - بلاشك - إلي الوقوع في أخطاء منهجية وخطايا دينية إذ يحمل الدين السماوي.. وهو في الأصل وصايا سامية.. خطايا البشر وأخطاءهم. والتدين في المجتمع المصري يأخذ أربعة أشكال هي: 1- التدين الصوفي وأهم مظاهره التعلق بالأولياء وحضور الموالد والصلاة في المساجد التي بها قبور ومن أخص خصائصه مهادنة الحكام والسير في ركابهم.. وهذا التدين في انحسار. 2- تدين العامة وهو أداء الصلوات وان أمكن في المسجد والحرص علي الحج والعمرة والابتعاد عن الكبائر ويندرج معظم المصريين بل والعرب تحت هذا النوع من التدين. 3- التدين السلفي ويقوم علي عدة أسس أهمها الاتباع الحرفي ونشر العلم الشرعي ثم الدعوة والإصرار عليها ومن مظاهره الجلباب واللحية والنقاب. 4- التدين الجديد ومن مظاهره الملبس الأوروبي والكرافتة رمز الحضارة الأوروبية وتتبع خطوط الموضة للرجال حليقي اللحية والشارب بينما حجاب النساء لا تتوافر في معظمه الحد الأدني من شروط الحجاب "ويسمي الحجاب الموضة" وفي العلاقات الاجتماعية يسود الاختلاط بعيدا عن الابتذال وتبدو مظاهر هذا التدين في استخدام الآلات الموسيقية في الأناشيد والأغاني الدينية. وبدأت مظاهر التدين الجديد مع نشأة الاخوان المسلمين في أواخر العشرينيات وظهور طبقة وسطي انضمت للجماعة وأطلق عليهم لقب "الأفندية" ولم تتبن الجماعة في ذلك الوقت نمطا محددا من التدين بهدف جذب أكبر عدد من المسلمين إلي صفوفها وبمعني آخر كان هناك دفعة إخوانية لهذا التدين.. ومع نهاية التسعينيات وبداية القرن الواحد والعشرين تلقي تيار التدين الجديد دفعة من توجهات رسمية محلية واقليمية ودولية خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وتبني فرع السلفية الجهادية لهذه الأحداث وهكذا تلاقت روافد معادية للسلفية لابراز هذا النمط من التدين وتغليبه علي نمط التدين السلفي.. ونعتقد أن نمط التدين الجديد سيستمر طالما ظلت هذه الدفعة الثلاثية وراءه سواء من الاخوان أو الحكومات أو الغرب. تسامح المصريين ويقول أحمد صبحي منصور الباحث في شئون الجماعات الدينية ان التدين المصري قام علي أساسين هما الصبر والتسامح الصبر علي جور الحاكم والتسامح مع الآخر. صحيح انه كانت هناك بعض حركات التعصب لكنها كانت جملة اعتراضية في التاريخ المصري والإسلامي علاوة علي أنها كانت في الأغلب.. بفعل عامل خارجي مثل حاكم متعصب أو فقيه متعصب وسرعان ما تمر الأزمة ويعود الوئام ويعود المصري لما تعود خلال تاريخه الطويل إلي الصبر والتسامح والتندر علي الظالمين وصراعاتهم وتقلب الزمن بهم صعودا وهبوطا. ويضيف الكاتب ان مصر كانت متفردة في العصور الوسطي بتدينها السمح وكان هذا مبعث الدهشة للرحالة والفقهاء الزائرين خصوصا من أتي منهم من مناطق تموج بالتعصب وكل منهم كان يعبر عن دهشته من انصراف العابد إلي عبادته والماجن إلي مجونه. وعلي الرغم من هذا الرصد الذي يضفي علي تدين المصريين طبيعة التسامح والصبر. فان الكاتب المعروف طارق حجي يري ان التدين السائد بين بعض المصريين حاليا هو تدين شكلي أو صوري ومعالم هذا التدين لا علاقة لها بالتدين الحقيقي لأن هذا الأخير يتعلق بالخلق الرفيع وأن يكون الانسان مفيدا للمجتمع وللةآخرين ومتسما بصفات أخلاقية راقية مثل العطاء والتسامح والعون للآخرين والاخلاص في العمل واتقانه. ويعزي حجي ظاهرة التدين الشكلي لدي المصريين إلي أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية وتعليمية وثقافية منها عدم المشاركة السياسية والتردي الاقتصادي وتآكل الطبقة الوسطي وخروج المنظومة التعليمية عن سياق العصر وعدم تفعيل العقل النقدي. أما التعصب فهو عاطفة جياشة فائرة بالحماس الزائد وغير النقدي خاصة لقضية دينية أو سياسية والمتعصب غالبا ما يغيب عنه الهدف وغالبا ما يشكل سلوكه انتهاكا للمعايير الاجتماعية. والتعصب له أشكال مثل التدين.. فهناك التعصب لشخص أو جماعة أو اتجاه أو فكرة أو عمل فني وهناك التعصب السياسي والعقائدي وهناك التعصب العرقي والوطني والجنسي وهناك التعصب الديني وهو ما يهمنا في هذا المقام. والتعصب ظهر في كل الأديان ولم يقتصر علي دين دون غيره ففي المسيحية يعتبر البعض محاكم التفتيش الكاثوليكية والحملات الصليبية ضربا من التعصب المسيحي ومحاكم التفتيش ظهرت في القرنين الخامس عشر والسادس عشر وكانت مهمتها اكتشاف الهرطقة والهراطقة أما الحروب الصليبية فبدأت عام 1095 بخطبة القاها البابا ريان الثاني في جنوب فرنسا ودعا فيها إلي شن حملة تحت راية الصليب ضد المسلمين في فلسطين. وفي الاسلام ينظر إلي الجماعات الجهادية علي انها جماعات متطرفة ومتعصبة والأمر كذلك بالنسبة لجماعات يهودية كثيرة. عودة التعصب بمجيء بوش لكن روح التعصب والعداء التي حركت الحروب الدينية في العصور الوسطي مازالت سائدة في الغرب حتي الآن علي الرغم من مراحل التنوير التي مرت بها أوروبا والولايات المتحدة.. وقد ظهر هذا التعصب جليا في غزو العراق في مارس 2003 ومحاولة بوش تقديم مبررات دينية لهذا الغزو. وقد عبر القس فريتس ريتش في مقال نشره مؤخرا بصحيفة واشنطن بوست عن القلق ازاء استغلال المسيحية في تبرير الغزو والاستعمار واشعال الحروب مع الأديان الأخري خاصة الاسلام. ويقول فريتس في مقالة القيم ان بوش والذين يقفون وراءه من الأصوليين المسيحيين واليهود في أمريكا ويمثلون فلسفة دينية أساسها العنف والكراهية والتكبر في وقت تحتاج فيه البشرية إلي التواضع والعدل واعتماد النسبية في تقويم الأفراد والأهم فلايوجد في البشرية محور شر ومحور خير كما يريد أن يقنعنا بذلك بوش. أوباما والمتعصبون وتعطينا الحملة الحالية لانتخابات الرئاسة اشارة جلية أخري علي مدي التعصب الديني الذي عاد لأمريكا بعد مجيء بوش.. وهذه المرة التعصب موجه إلي باراك أوباما الذي يتنافس مع هيلاري علي الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل. وأوباما سيناتور ديمقراطي عن ولاية إلينوي واسمه الحقيقي باراك حسين أوباما.. ولد في هاواي لأب كيني مسلم كان يدرس في جامعة هاواي وأم أمريكية بيضاء من كانساس.. انفصل الزوجان عندما كان باراك في الثانية من عمره ليعود الأب إلي كينيا وتتولي الأم مسئولية تربيته.. انتقل أوباما إلي جاكرتا وهو صغير بعد أن تزوجت أمه بمهندس اندونيسي. اعتنق أوباما المسيحية طبقا لتعاليم طائفة كنيسة المتحدة.. فما هي مشكلة أوباما؟ ذنب أوباما ان والده مسلم أسود وهذا ما قد يطيح بأحلامه في البيت الأبيض حيث يقول الكاتب الأمريكي نيكولاس دي كريستوف ان التعصب الأكثر بشاعة في هذه الانتخابات ليس عن العنصر أو الجنس وانما عن الدين فالحملات الهامسة تزعم أن أوباما مسلم في السر يعتزم تطبيق الشريعة الإسلامية في أمريكا. ويضيف الكاتب ان الأمر الذي لايمكن تصديقه هو أن أوباما توجه إليه اتهامات جادة بأنه عدو المسيح ويطرح مؤيدو هذه النظرية توضيحا لاهوتيا علي انه عدو المسيح والدليل في نظرهم أنه يدعي أنه مسيحي. ويصف الكاتب هذه الاتهامات بأنها تنم عن تعصب. ومما يقوي هذه الاتهامات أن أوباما يتحدث عن الاسلام باحترام ويقول الكاتب أن أوباما أبلغه العام الماضي أن الأذان الإسلامي هو أجمل الأصوات علي الأرض خاصة عند الغروب ويضيف ان هذا الكلام مسجل علي شريط كاسيت. ويختتم الكاتب مقاله بالقول ان المصلح الديني الألماني مارتن لوثر كينج لم يكن نموذجا للتسامح ومع ذلك قال ذات مرة: انني أفضل أن يحكمني تركي حصيف علي أن يحكمني مسيحي أحمق.. ويضيف: في هذه الجملة ينبغي أن نكون علي الأقل منفتحين وواسعي الأفق مثلما كان الألمان في القرن ال .16 |
| |
|