من يعوض المتضررين من أخطاء صرف الأدوية؟

يتعرض بعض المرضي للمزيد من الألم وقد يصابون بأمراض أكثر خطورة من التي يتعالجون منها بسبب الخطأ الذي يرتكبه بعض الصيادلة بصرفهم أدوية غير مطلوبة. أو صرف أدوية بتركيز مختلف عن المطلوب. ومن أكثر الأخطاء الصيدلانية شيوعا إعطاء المريض الدواء الخاطئ ووصف الجرعة الخاطئة والتوجيهات التوضيحية غير الدقيقة والتي تجعل المريض يتناول أقراصا قليلة أو كثيرة للغاية.
روي أحد الاصدقاء انه كاد ان يفقد حياته لأن الصيدلي صرف له دواء للمعدة 500 مم بينما كان الطبيب أوصي بتناول دواء 100 مم فقط. وقد شعر بالدوار والغثيان فور تناوله الدواء من فضل الله عليه ان تقيأ كل ما في معدته وتوقف عن تناول الدواء حتي عرضه علي الطبيب الذي أعرب عن دهشته لخطأ الصيدلي الفاحش الذي كان ان يودي بحياة انسان. وهنا وقفت لحظة وخطر ببالي ماذا يحدث إذا توفي المريض من اثر هذا الدواء الخاطئ؟ ومن يتحمل المسئولية؟
وتقول دعاء مصطفي إنها كانت مصابة بالقاولون والتهاب في المعدة واعطي لها الصيدلي دواء تسبب لها في انخفاض ضغط الدم وسرعة نبضات القلب وتشاركها في الرأي هبة عبد الغني انها كانت تعاني من نزلة شعبية حادة وتناولت دواء للمعدة وعندما ذهبت إلي الصيدلي الذي أعرب عن اسفه قائلا ان اسم الدواء تشابه عليه بدواء آخر؟
اخطاء امريكية
وفي أمريكا اصيبت الرضيعة الكس غيهرك بخلل دماغي دائم وشلل عندما صرف الصيدلي لها دواء يستخدم في معالجة مرض السكري بدلا من الدواء الموصوف لها. وتقول د. اليزابيث فلاين من جامعة اوبيرن في ولاية الاباما والتي قامت بإجراء دراسة حول الأخطاء الصيدلانية إن متوسط الأخطاء الصيدلانية تبلغ اربعة من بين كل 250 وصفة طبية أي ما يصل إلي حوالي 50 مليوناً من هذه الاخطاء سنويا ثلاثة ملايين منها خطيرة. أما لدينا فلا توجد احصائيات حول هذا الموضوع رغم انها كثيرة قد تصل إلي حد الظاهرة.
وتشير إلي وجود سببين لهذه الأخطاء وهما النقص الكبير في عدد الصيادلة والزيادة الكبيرة في عدد وصفات الأدوية والتي تزيد بمعدل سنوي يبلغ ما بين 3 إلي 5 في المائة كل عام.
وتظهر الابحاث بأن الكثير من الأخطاء الصيدلانية تحدث في بداية الشهر نتيجة لاقبال كثيرين من الذين يتلقون اعانة اجتماعية في صرف الادوية علي صرف الأدوية الموصوفة لهم ولذلك فهي تنصح إذا أمكن تأجيل صرف الأدوية الموصوفة لك عند بداية الشهر.
مشاكل غير المختصين
ويؤكد الدكتور مجدي ابراهيم استاذ بقسم تركيب الأدوية بكلية صيدلة جامعة القاهرة ان سبب انتشار هذه المشكلة يرجع لممارسة بعض الاشخاص لهذه المهنة دون تخصص معتمدين علي خبرتهم التي تقتصر علي بيع الأدوية وهناك بعض الصيدليات تترك التعامل الكامل للمرضي مع هؤلاء العاملين دون استشارة الصيدلي. ويتفق معه في الرأي الدكتور محمد علي هاشم الاستاذ بنفس القسم ويضيف انه يجب علي النقابة أن تحدد معايير دقيقة للعمل بالصيدليات بحيث يقتصر علي الصيدلي ومساعديه. وان يكون هناك تفتيش كل فترة حتي لا نقول قضاء وقدر.
ويؤكد الأمين العام لنقابة الصيادلة محمود عبد المقصود إن الخطأ وارد في أي مجال فالطبيب يمكن أن يخطأ في تشخيص مرض ما. ولعلاج الاخطاء في صرف الأدوية يجب أن يكون هناك علاقة بين الطبيب والصيدلي وان تكتب الروشتة علي الكمبيوتر حتي تكون مفهومة لدي الصيدلي.
ويؤكد الصيدلي أحمد عرفة ان سبب اعطاء الدواء الخاطئ من بعض الصيادلة يرجع إلي عدم تحملهم المسئولية تجاه المرضي ولم يشعروا أنهم مسئولون عن حياة البشر ولكن يجب ان نأخذ في الاعتبار تحمل مسئولية الأطباء في تشخيص المرض وكتابة الدواء لحالته. واضاف ان اسباب انتشار هذه الظاهرة يرجع إلي ممارسة بعض الاشخاص المهنة دون تخصصهم فيها واعطاء الدواء للمرضي دون الرجوع إلي الصيدلي المتخصص.
ويري الصيدلي إيهاب حنفي إن الاخطاء قد تحدث دون قصد وقد ترجع الأخطاء نتيجة جهل أو عدم مبالاة من بعض غير المتخصصين المرضي تحت رحمة الصيادلة وفي الختام نقول إن توجد في أمريكا واوروبا قوانين واضحة وصارمة لتعويض المتضررون من اخطاء صرف الأدوية. ولدينا يعاني المتضررين من عدم الحصول علي التعويضات المناسبة والأمر معروض علي نقابة الصيادلة لاتخاذ اللازم للحد من هذه الظاهرة