north queen مراقبة عامة
عدد الرسائل : 764 العمل : طالبة جامعية الدولة : sms :
تاريخ التسجيل : 07/01/2008
| موضوع: تراجع المسئولية الأبوية يهدد الكيان الأسري السبت مارس 15, 2008 7:05 pm | |
| تراجع المسئولية الأبوية يهدد الكيان الأسري
|
| أفادت نتائج استطلاع للرأي نشر مؤخرا في بون ان 53% من اطفال ألمانيا يطالبون بمنح الآباء "رخصة أبوة" علي أن يتم الحصول عليها بعد اجتياز اختبارات متعددة تؤكد صلاحية الرجال لممارسة دور الأب. تري كم ستكون النسبة لو أجري الاستطلاع علي الاطفال العرب؟! اعتقد انها قد تتجاوز ال 90% في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها غالبية الاطفال العرب بسبب قسوة الآباء. والمتتبع للحوادث الاسرية في الوطن العربي يمكنه ان يلاحظ بسهولة جرائم الآباء في حق ابنائهم بدءاً من الصفع علي الوجه. إلي الضرب والتعذيب حتي الموت. مرورا بالاهانات المتنوعة. ويقول الدكتور عبد الباقي عبد المنعم أبو زيد عضو هيئة تدريس المناهج بكلية التربية جامعة سوهاج فقدان اللياقة الابوية لا يقتصر علي سوء المعاملة فقط ولكنه يشمل ايضا تراجع غالبية الآباء طواعية أو كرها عن دورهم التربوي. وتغيبهم عن المنزل لفترات طويلة اما باللهو مع الاصحاب أو بالسفر للخارج للبحث عن الملذات أو الانشغال بالاعمال من اجل توفير احتياجات الاسرة المادية. وقد نسي هؤلاء أو تناسوا ان الأب ليس مجرد وجود عضوي أو اقتصادي أو اجتماعي فقط. إنه كل ذلك. والأهم هو دوره النفسي والروحي في تكوين الابناء. فهو يلعب دورا رئيسيا في تماسك الاسرة واستمرارها. وليس من باب الصدفة ان يطلق علي الأب في مجتمعنا عبارة "رب الاسرة" أو ان يشبه ب "عمود الخيمة" الذي لا يمكن للخيمة ان تأخذ شكلها أو ان تستقيم دونه. ويؤكد خبراء التربية ان الوظيفة الرئيسية للأب. بالاضافة إلي توفيره للحاجات المادية للأسرة أنه يتيح للأبناء الاقتداء به الأمر الذي يعتبر حيوياً بالنسبة لتكوين شخصيتهم ولتوازنهم النفسي. لا سيما في المرحلة الأولي من طفولتهم. فالطفل يكون صورته عن ذاته من خلال تعامل اسرته معه. لا سيما تعامل الأب الذي يشكل بالنسبة إلي الطفل نموذجا يحاول دائما الاقتداء به. فتقليد الطفل لوالده في حركاته وأقواله وأفعاله ظاهرة تعرفها مختلف الاسر. الأمر الذي يعكس حاجة الطفل إلي تواجد الأب كنموذج لسلوك يحاول أن يتمثله ويتعود علي القيام به. ومن هذه الناحية فإن ما يلاحظه الطفل من سلوك والديه. لا سيما سلوك الاب. يلعب دورا مهما في تكوين شخصيته وفي توازنه النفسي. اكثر من الدور الذي يمكن ان تلعبه النصائح والارشادات التي يسمعها الطفل من والديه. أو من معلميه أو من اي مصدر آخر. ولا يمكن لاي شخص آخر. سواء كان الأم أو الأخ الأكبر أو أحد الأقارب أن يقوم بالوظيفة نفسها التي يقوم بها الأب. فحتي الأم مهما بلغت من قوة الشخصية ومن القوة الاقتصادية لا يمكنها أن تكون أما وأبا في آن معا. بالاضافة إلي ذلك يعتبر الأب بالنسبة للطفل هو "المشرع" إن صح التعبير فهو الذي يضع الحدود بين ما يجب أن يقوم به الطفل وما يجب ألا يقوم به. ومن خلال تدخل الأب في سلوك الطفل يدرك معني القانون والواجب وبالتالي يعد للتكيف مع الحياة داخل المجتمع. علي اعتبار ان ذلك يشترط التزام الفرد بسلسلة من القواعد والاعراف التي دونها يتحول سلوك الفرد إلي انحراف يدينه المجتمع ويعاقب عليه..اما التربوي محمد محمود عامر مدير مدرسة اعدادي فيري أن الأب بالنسبة للطفل مصدر للأمن والحماية. ومما لا شك فيه ان غيابه المادي أو المعنوي يحدث اضطرابا في حياة الطفل. ويتجلي ذلك في مشاعر الخوف والقلق التي تنتاب الطفل بين الحين والآخر. لا سيما اثناء النوم. أو علي شكل أعراض "نفسية جسدية" "قضم الأظفار تبول لا إرادي عدم التركيز كثرة النسيان الميل للعزلة... لخ" أو علي شكل تغير مفاجئ في السلوك لم يكن معروفا قبل غياب الأب. شكا لي احد الآباء من ان ابنه لا يطيعه. وانه إذا طلب منه تنفيذ أي مهمة يقول له لابد من الاستئذان من خاله أولا. وعلمت فيما بعد ان سبب ذلك يعود لكثرة سفريات الاب مما اضطر الأم للاستعانة بشقيقها في بعض المهام الاسرية فوجد الابن قدوته في خاله. وقال الأب باكيا بإنه غاب عن منزله في غربة طويلة من أجل تحسين أحوال الأبناء فإذا به يفقدهم. واعترف أب آخر بأن علاقاته بأبنائه تفتقد إلي الحميمية بسبب كثرة اسفاره. وأنهم يستقبلونه بفتور عند عودته ويودعونه بفتور أكبر عند مغادرته. أب ثالث كانت تبدو عليه علامات الضيق قبل أن تحضر اسرته لزيارته في البلد العربي الذي كان يعمل به. وكان لا يخفي تبرمه خلال فترة اقامتهم ويستعجل مرور الأيام حتي يتخلص من أعبائهم علي حد قوله. وعندما تظهر عليه علامات الفرح يعلم جميع من حوله ان اسرته غادرت عائدة إلي وطنه..وبالتالي بات من الضروري عودة الآباء إلي منازلهم من أجل اصلاح الأحوال الأسرية كبداية لاصلاح المجتمع بأسره |
| |
|