(حكاية ملف ) أول قصة معاصرة من مؤلفاتى (الضــوءالاســــود)

سوف اقص عليكم مأساة جديدة والمسرح كما هو معروف هو الحياة المسرح الذى نعيشه جميعا المكان حى شعبى من احياء القاهرة هناك فى ذلك البيت المتهالك كانت هى انها فتاة صغيرة جميلة الملامح بريئة النظرات تمتلك بين جنباتها كثير من الاحلام التى تريد ان تحققها ولكن احلامها تصطدم بالمارد الذى لافكاك منه وهو الفقر الذى يتجرعه اناس كثيرون حتى صار منهم وصاروا منه نعود الى شخصيتنا يااعزائى عاشت تلك الفتاة الحياة الصعبة ولكنها كانت متمسكة بالامل غرفة صغيرة يرتمى بها كومات من اللحم انهم اخواتها حياة مملة جو كئيب كانت تعيشه تلك الفتاة صبورة لديها مبدأ تعيش عليه وهو الانطلاق من صومعة الفقر الموحشة تحقيق الحلم ومع مرور الايام كانت ترى من حولها الفتيات فى سنها يعيشون حياة الرغد والترف كانت تغمض عيناها وتسرح وتحلق فى عالم من الخيال قصر ومملكة وتتخيل نفسها انها اميرة متوجة على ذلك العالم وفى لحظة تستفيق من حلمها على صوت عراك اخواتها على قطعة من الخبز وتضحك ضحكة عالية ضحكة انا اعرفها ظاهرها كانها ضحكة من القلب ولكنها ضحكة تحتوى على قسوة الزمن ومرارة الياس وفى يوم من الايام ذهبت تلك الفتاة الى صديقة من صديقاتها وجعلن يتحدثن ويتسامرن ويتبادلن الاحلام ولم تستفيق الا الى نظرة سريعة الى عقارب الساعة تشير الى العاشرة مساء وتجرى الفتاة حتى تستطيع الرجوع الى البيت لانها تأخرت وعند عودتها فى ذلك الوقت المتأخر جعلت تختصر الطرق وسلكت طريق مختصر ولكنه مظلم وفى تلك اللحظة كانت تترقبها اعين مجموعة من الشباب واقتربوا منها وجعلوا يغازلوها باللمسات او بالالفاظ النابية ولكنها اسرعت الخطى ولكنهم لاحقوها فكرت فى لحظة ان تجرى ولكنها لم تقدر فكرت ان تصرخ ولكن لن يسمعها احد وفى اللحظة الاخرى لم تستطع التفكير وانقض عليها واحد من الذئاب وجذبها من سروالها وفى تلك اللحظة صرخت صرخة مدوية ولكنها صرختها ضاعت ادراج الريح وجعلت تبكى وتتوسل اليهم ان يرحموها انها ليست تلك النوع الذى يريدونه انها لاتريد الانصياع الى اغراضهم الدنيئة ولكنهم لم يكن لهم اى تفكير فى تلك اللحظة الا شيىء واحد فقط ذلك الشيىء قد اعماهم عن اى عواقب وذلك السبب هو افتراس انوثة تلك الفتاة المسكينة وبالفعل انقضوا عليها الواحد تلو الاخر وجعلوا يفترسوها وهى تصرخ تارة وتبكى تارة لعل ان ينزل الله فى قلوبهم ذرة من الرحمة ولكن ....... قد قضى الامر وبعد ان انتهوا من جريمتهم البشعة القوا فى وجهها حفنة من الجنيهات واسرعوا مبتعدين وهما يتناقلون الحديث والضحكات ولم يوعوا انهم تركوا خلفهم حطام انسانة او بمعنى اقرب هيكل انسانة قد انتهت حياتها منذ لحظات فكرت الفتاة فى لحظة ان تقتل نفسها لانها لاتستحق الحياة بعد ان ضاع اغلى ماتملك فكرت ان تهرب الى مكان بعيد فكرت ان ترجع الى بيتها فكرت فى احلامها التى ابتلعتها قسوة الزمن قبل ان تولد فكرت وفكرت وفكرت وفى النهاية قررت العودة الى بيتها ولكنها عودة ليست مثل كل مرة انها ذليلة منكسرة محطمة مهزومة تجلس ساعات وساعات مع نفسها تفكر فى تلك الجريمة التى قد المت بها وفى النهاية قررت وليتها لم تقرر قررت ان تعيش حياتها حياة جديدة حياة مثل باقى البنات وتعرفت على فتيات جديدات وتوطدت علاقتها بهم ومرة تلو الاخرى انزلقت قدماها الى الهاوية واصبحت من فتيات الليل وادمنت الخمور وادمنت الدعارة والمخدرات وفى اوقات كانت تجلس مع نفسها اقصد النفس المصتنعة لان نفسها الاولية قد دمرت هلكت والان تجلس مع نفسها الزيفة وتفكر فى احلامها الماضية وتضحك ضحكة عالية وتقول هذا ما جناه علية زمنى الزمن كالجبال كلنا نتسلقه ومن يغفل لحظة تهوى قدماه الى هوة هوة عميقة لاقرار لها وعجبى عليك يازمن من بضع سنين كنت اسير فى الطرقات لاترتفع عيناى ههههههههه والان انا محترفة فى ايقاع الرجال فى براثن شركى ماهذا التناقض الرهيب ولكنها حياتى الجديدة التى اعتدتها مثل الفقر الذى كنت احياه فى الماضى ومغامرات وسهرات وعلاقات جعلت تحياها تلك الفتاة ولكنها فى نظرى ليست متهمة انها مجنى عليها نعود الى قصتنا جعلت تسير تلك الفتاة فى ذلك الطريق حتى تم القبض عليها فى اكبر شبكة للمجون والدعارة والقيت خلف اسوار السجون وجعلت تبكى وتصرخ وتقول ان لست متهمة انا مجنى علية والان قد انتهت مأساتنا واريد ان القى على مسامعكم سؤال بسيط هل تلك الفتاة متهمة او مجنى عليها الا ترون ان تلك الحالة تحدث كثير فى بلدنا فى محافظتنا فى شارعنا فى كل مكان وفى تلك المأسى والاهوال من هو الجانى .... ومن هو المجنى عليه ...... وهذا هو السؤال الذى نبحث له عن اجابة ..... والان قد انتهت ماساتنا ..... سوف اترككم الان واذهب لكى اعد لى كوب من الشاى وسوف اعود لكم بعد حين لكى ارى ان استطعتم ان تثلجوا قلبى وهل سوف اجد عندكم جواب لسؤالى من هو الجانى ومن هو المجنى عليه هل هى الظروف هل هو الفقر هل هو الزمن هل هل هل هل ........ ساعود قريبا استودعكم الله ....... وداعا يااحبائى ...............................

ما حدث لتلك الفتاة كان رغما عنها ولو انها اتجهت الى الشرطة للامساك بهؤلاء او لو اتجهت بعدها الى من تستشيره ممن تثق في دينه وتقواه لهداها الى الحل القويم فليس معنى ان تقع ضحية لهؤلاء الناس أصحاب النوايا الدنيئ ان تسلك نفس الطريق ولكن باسلوب آخر فكل ذلك حرام لا يشفع لها في ذلك انها كانت ضحية

والله يتقبل توبة عياده فل تابت بعدها وأصلحت تقبل الله توبتها

بارك الله فيك أخي

مشكور يا ضوء على القصة الرائعه

الله يعينك يارب

تقبل أرق تحيتى
طــــــــــــــ المحبة ــــــــــير