الدوري في غيبوبة
شحاتة كشف المدربين..ولا عزاء للاعبين
نجومنا في أفريقيا حالهم يسر وفي الدوري محلك سرعاد الدوري من جديد.. وياريته ما عاد!! أضاع لذة وجمال كأس الأمم. كنا نظن جميعا ان الأمم الأفريقية والأداء الجميل والفوز العظيم وتألق لاعبينا وحصولنا علي كل الألقاب.. سيعطينا الدافع في الدوري المحلي وسنشاهد تألقا واضحا للاعبين يعكس اهتمام المدربين المسئولين عن الأجهزة الفنية في مختلف الأندية ولكن يبدو والله أعلم ان الأجهزة الفنية في الأندية نامت في العسل لمدة خمسين يوما هي فترة التوقف التي حصل عليها الدوري وتألق فيها المنتخب الوطني وشتان الفارق بين الموقفين.
موقف شحاتة بجهازه الفني الذي قاد المنتخب في أصعب المعارك الكروية وخرج منتصرا رغم "كيد الأعادي" وانتظار حملة السكاكين والخناجر والسيوف لقطع رقبة شحاتة واغتيال جهازه وبين موقف فرق الدوري والأجهزة الفنية التي قبضت خلال خمسين يوما حوالي سبعة ملايين جنيه للمدربين وأجهزة التدريب ومرتبات للاعبين بدون عمل أو انجاز أو حتي اجادة في المباريات الودية.
صحيح ان التوقف مهما كان التدريب أو اللقاءات الودية لن يؤدي لرفع المستوي الفني مثل المباريات الرسمية لكن المدرب الفاهم هو الذي يعالج اخطاء فريقه خلال الراحة الطويلة ويعالج المصابين ويجرب البدلاء ويدفع بالناشئين والوجوه الجديدة ويعطي الفرصة للاعبين الذين ضمهم في الانتقالات الشتوية حتي يكون اللاعب جاهزا للمباريات الرسمية.
رغم ذلك شاهدنا مباريات الدوري "محلك سر" بل أقل بكثير مما كان عليه المستوي قبل توقف الدوري ولسوء حظ مدربي الأندية انهم أصبحوا داخل المقارنة مع اداء المنتخب لأن معظم لاعبي المنتخب من فرق الأندية.. فلماذا يتألق المنتخب لعبا ونتيجة.. ولماذا يلعب نفس اللاعب في ناديه بشكل آخر وأقل مستوي؟! حتي لاعبو المنتخب الذين تألقوا في افريقيا وهي أم المعارك الكروية كانوا في الدوري أقل من المطلوب!!
قد يرجع السبب في كون اللاعبين الدوليين مرهقين من المجهود الكبير الذي بذل في غانا وقد يكون اللاعب قد انغمس في فرحة الفوز وجمع الملايين وحضور الحفلات.
وقد يكون ابتعاد اللاعب عن ناديه فترة شهرين قد أثر سلبيا علي تفاهمه مع زملائه لاختلاف الواجبات التي كان مكلفا بها في المنتخب عن واجباته مع فريق النادي وقد يكون ايضا وهذا هو الأهم ان اللاعبين الذين يلعبون في فريق النادي أقل بكثير من اللاعبين في المنتخب ومن الطبيعي أن يتأثر أداء اللاعب بالمجموعة التي يلعب فيها فاللاعب الجيد وسط الكواكب يصبح قمرا منيرا!!
تألق جوزيه
عودة الدوري في أسبوعه السادس عشر كانت بداية جديدة لأنها انطلاقة الدور الثاني ولم تشهد جديدا أو مفاجآت فالترتيب تقريبا لم يتغير وعندما يفوز الأهلي علي المصري في القاهرة فهي نتيجة طبيعية لأن الفارق في الأداء والمستوي والترتيب بينهما يؤكد ذلك لكن الجميل ان بركات الذي كان خارج الصورة لمدة شهرين هو الذي وقع وسجل الهدف ولابد أن أشيد بجوزيه الذي دفع باللاعبين الجدد احمد فتحي الذي تألق في افريقيا ولعب المباراة بالكامل واثبت انه اكبر مكسب للفريق ثم جاءت مشاركة محمود سمير في النهاية المباراة من باب "التدرج" لتجهيزه فنيا ونفسيا "أحسنت ياجوزيه"!!
* العكس تماما في لقاء الزمالك والاسماعيلي والذي انتهي بخسارة الزمالك.. أراد كرول أن يثبت مهارة وذكاء فأشرك محمد عبدالله الوافد الجديد من البداية فلم يكن علي المستوي المطلوب واضطر لتغييره واشراك أحمد غانم في الشوط الثاني وياخسارة الملايين التي دفعها الزمالك لمجرد شراء لاعب أشيع عنه انه يفاوض الأهلي.. كان يجب علي كرول اشراكه بالتدريج كما فعل جوزيه مع محمود سمير.. عموما هذا ليس السبب الرئيسي والجوهري في هزيمة الزمالك بهدف المدفعجي حسني عبدربه ولا ألوم عبدالمنصف فلولاه لخرج الاسماعيلي فائزا بالثلاثة علي الأقل.
فشل كرول
* والعيب والله ألا يستثمر كرول هذا التوقف الطويل ويعيد هيكلة الفريق من جديد ويدعم خطوطه ويغير أسلوب لعبه الذي تسبب في وصول الزمالك إلي المركز الخامس برصيد 27 نقطة وبفارق 15 نقطة عن الأهلي صاحب القمة بالذمة مش دي حاجة تكسف!!
الزمالك أكبر من ذلك بكثير.. فإن لم يكن البطل لابد أن يكون المنافس.. لكن يبدو ان مفيش فايدة..ليت المدرب كان مصريا ولن أقول حسن شحاتة فالفارق شاسع وكبير.. بين شحاتة ابن الزمالك الذي حقق تاريخا مع المنتخب وبين كرول الذي حقق الملايين في ميت عقبة وهبط بالفريق إلي المركز الخامس.. أم وجود كوكبة من النجوم هم عماد المنتخب الذي تألق افريقيا وعاد إليهم شيكابالا لكن الفارق الحقيقي هو قدرة الجهاز الفني علي استغلال امكانات وطاقة اللاعبين في مجموعة اداء واحدة متفاهمة!! لذلك فإن فشل كرول لا خلاف عليه وأصبح رحيله وشيكا.
الصراع الحقيقي
* المفاجأة الصعبة كانت في لقاء بتروجيت الحصان الأسود والذي اثبت انه فريق جيد متوازن هجوما ودفاعا حيث جاء فوزه علي الترسانة برباعية صعبة علي أبناء الترسانة وكأن فيه حاجة غلط في ميت عقبة.. للزمالك والترسانة معا!! لكن الجميل هو تصميم علاء ابراهيم علي ان يبقي هدافا للدوري ولفريقه سجل هدفين من الأربعة ولم يهتز لوجوده خارج تشكيل المنتخب.. برافو مختار مختار.. وبرافو علاء ابراهيم!!
لكن رغم ذلك يمكن للجيش أن يقفز فوق بتروجيت للمركز الثاني لو فاز في لقائه المؤجل مع الاسماعيلي أما لو فاز الاسماعيلي فسوف يناطح بتروجيت هو الآخر.. وهذا يعني ان العشر نقاط الفارق بين الأهلي صاحب القمة والأندية الثلاثة صنعت حاجزا كبيرا بين القمة التي انفرد بها الأهلي ولا اعتقد ان لدينا من يطارده بعد أن سرقها بدري.. بدري ليبقي المركز الثاني هو بؤرة الصراع الحقيقية بين باقي الكبار في الدوري.
* المصيبة كانت في الاسكندرية.. وحطت علي دماغ الاتحاد الذي خسر من الحدود بهدفين.. ليترك الاتحاد في قاع الجدول رغم المجهود الكبير الذي يبذله طه بصري لكن يبدو ان أدوات وعناصر الفريق دون المستوي.
وكما حدث في الدور الأول تكرر المشهد بين الألومنيوم الذي هزم الاتصالات بنفس نتيجة الدور الأول بهدف نظيف وفوز المقاولون بضربة جزاء علي البلدية وضع الفائز في منتصف الجدول وفي الأمان وترك البلدية في القاع.
أما إنبي فيبدو ان الملعب الجديد لبتروسبورت هو الفأل الحسن علي الفريق الذي فاز علي المحلة بهدفين واتوقع أن يتحسن الأداء في الدوري خلال الاسابيع القادمة لأن المباريات ستقام بلا توقف وفي أيام متقاربة والفريق الذي يملك قطع الغيار الأصلية الجيدة هو الذي سيكمل المشوار